كلنا
طبعا فاكرين واحدة من أشهر صور ثورة 25 يناير والتي كانت لأحد شباب الثورة
وهو يقف مواجهاً عساكر الأمن المركزي ، وقد تكررت هذه الصورة في معظم
كليبات الأغنيات الخاصة بالثورة .
حوار : كريم كمال
كثيرون كانوا يعتقدون أن صاحب الصورة قد أستشهد في أحداث 28 يناير مثلما
أشيع على الفيس بوك، ولكن الحقيقة أن عبد الرحمن عز الدين صاحب هذه الصورة
وأحد مؤسسي حركة 6 إبريل وأحد مصابي الثورة لسه عايش .. بل ويتكلم إليكم من
خلال الحوار التالي..
أحك لنا قصة هذه الصورة؟ أولا هذه الصورة أفخر بها جدا، وأعتبرها ليست صورة شخصية لي بل أنها تمثل
نموذج لكل شباب مصر الذين وقفوا في وجه الظلم وشاركوا في الثورة، أما عن
حكايتها فكانت في ليل 25 يناير وكنا وقتها معتصمين في الميدان والأمن
المركزي يحوطنا من كل اتجاه ولكن تجمعات الثوار كانت أكثرها أمام الجامعة
الأمريكية وعند صينية الميدان حيث أن العدد لم يكن قد وصل إلى الملايين
التي رأيناها فيما بعد، فأردت أن أقول للأمن المركزي عند باقي مداخل
الميدان أننا متواجدون في كافة أرجاء الميدان وفي هذه الصورة كنت أواجه
عساكر الأمن المركزي عند مدخل جامع عمر مكرم وأخذت أهتف ضد النظام وأقول
لهم ألا يتعرضوا لنا لأننا أخوة وتم التقاط الصورة في هذه اللحظة ولم أشاهد
الصورة إلا بعد عودة الإنترنت .
قيل أنكم تدربتم على استفزاز الأمن والتقاط صور تثير الجماهير.. فهل لهذه الصورة علاقة بذلك؟ هذه الصورة تم التقاطها بتلقائية ولم أكن أعلم وقتها أنه يتم تصويري، وحتى
لا أعلم من هو المصور الذي ألتقطها، حيث أني كنت أسعى لمعرفة أسمه لأذهب
إليه وأشكره.
بعد أن أعلنتم عن الحصول على تدريبات في أمريكا وصربيا.. ما حقيقة حصولك على تمويلا ضخما من الولايات المتحدة؟ أولا نحن لم نذهب إلى أمريكا أو صربيا كما أعلن، فنحن كنا نتدرب من خلال
الفيديوهات التي صورتها حركة "أوتبور" الصربية ووضعتها على اليوتيوب،
والوحيد الذي سافر إلى صربيا كان محمد عادل وقد سافر بشكل شخصي وكان وقتها
منتميا للإخوان ، أما عن التمويل فنحن كنا نمول أنفسنا ذاتيا حيث أننا كنا
نجمع من بعضنا الأموال لشراء احتياجاتنا وأحيانا كانت تصلنا تبرعات من
معارضين مصريين، وأقول لمن لا يصدق ذلك حتى إن كانت 6 إبريل قد حصلت على
تمويلا من أمريكا فالنظام السابق كان يحصل على معونات أمريكية منذ 30 سنة
.. فلماذا لم تعترضوا على ذلك؟!
إذن ما تبريرك لاتهام الحركة الدائم بالحصول على تمويل أجنبي؟ في اعتقادي أن المخابرات الأمريكية وجدت أنه من الصعب أن تكون
الإمبراطورية الأمريكية بشموخها لا يوجد لها دور أو حتى علم بحدث الثورة في
دولة محورية مثل مصر، والثاني أن هناك جهات من مصلحتها فقد 6 إبريل
لمصداقيتها في الشارع بعد أن أصبحت قوة مؤثرة فيه.
كيف جاءت تفاصيل إصابتك في أثناء الأيام الأولى للثورة؟ أصبت يوم 28 يناير على كوبري الجلاء بجوار دار الأوبرا بخرطوش في رأسي
فتسبب في إصابات في العين والذقن والجبهة، حيث كنت في وسط التظاهر وفجأة
شعرت بألم شديد في عيني وسقطت على الأرض فحملني الناس إلى مستشفى ميداني
بجوار فندق شيراتون لأتلقى الإسعافات الأولية ثم ذهبت لمستشفى 6 أكتوبر
وبعد عمل الأشعة المقطعية حولوني إلى القصر العيني وهناك دخلت وسط جثث
الشهداء والعديد من المصابين بإصابات خطيرة، وبسبب أن الأعداد كبيرة جدا لم
يكن في الإمكان سرعة إجراء جراحة لي، وحينما سألت الطبيب في اليوم التالي
عن موعد العملية بعد أن وقفت في طابور من المصابين، فقال أنني ممكن أن
أنتظر لمدة قد تصل إلى أسبوع، ولذلك قررت أن أقوم بإجراء العملية في الخارج
التي لم أقوم بإجرائها حيث أني انشغلت بالنزول للتحرير.
وماذا فعلت بعد ذلك؟ ظلت خرزات الخرطوش في وجهي حتى الآن، ولكني ذهبت مرة أخرى إلى قصر العيني
للحصول على التقرير الطبي الذي يثبت إصابتي أثناء الأيام الأولى للثورة حتى
أتمكن من استكمال العلاج واتخاذ إجراءات قانونية، فوجدتهم يقولون لي أن
التقرير قد فقد مثل الكثير من المصابين رغم أن أسمائنا موجودة في شئون
المرضى، وبعد شهر من المحاولات للحصول على التقرير الطبي قمت بعمل اعتصام
مع مجموعة من زملائي بالمستشفى حتى طلبت لنا الإدارة الشرطة التي سحلتنا
لخارج المستشفى، وأثناء سحلنا قام الموظفون بسبنا بأقذر الشتائم !! .